- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠10قصص واقعية
إلا رسول الله:
أيها الأخوة، قصة قرأتها في موقع معلوماتي لكن رأيتها شاهداً قوياً على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن في ذكرى مولده .
قروي مسكين من الضفة الغربية عاد إلى بيته، بعد أن أخذ محصوله من بستانه الذي زرعه زيتوناً، أخذ الزيتون إلى المعصرة، وعصر كل الزيتون الناتج، ثلاثون صفيحة هي جهد عامه بأكمله، مصروفه بأكمله، أقساط أولاده، نفقاته، طعامه، شرابه، ولما وصل إلى الحاجز الذي يضعه اليهود على باب المخيم، قال الجندي له: لن تستطيع المرور حتى تدفع الثمن، قال: وما الثمن؟ قالوا له: أن تشتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال: لا، لا يمكن، فقالوا: إما أن تشتم وإما أن يهرق الزيت، فلم يشتم، بدأ الجنود بإطلاق الرصاص على العبوات واحدة واحدة من أسفلها، حتى ساح الزيت كله، هذا القروي سكن حب النبي في أعماق نفسه، ولا يستبعد أنهم حينما أطلقوا النار على هذه الصفائح، وتقاطر الزيت على الأرض تقاطر كبده مع الزيت، مصروف السنة بكاملها، وكأن أوعيته تنزف، تهاوت أمامه أحلام الغد، رسوم الجامعة لأولاده، سداد ديونه، الكهرباء، الماء، عاد إلى البيت وقد فقد كل محصوله السنوي، وجد في البيت ثلاثين عبوة من الزيت، تضامن أهل القرية معه، وعلموا بالقصة، فقدم كل واحد منهم عبوة، فاجتمعت ثلاثون عبوة في البيت.
حينما نعود إلى هذه الأخلاق لا يمكن أن يستعلي أحد علينا، حينما ننضم إلى الجماعة، حينما نقدس ديننا، الله موجود، بيده كل شيء، لكن حينما يهون أمر الله على المسلمين يهونون على الله.